هناك أحاديث نبوية كثيرة تفيد بقدوم الحجر الأسود - الموجود في الكعبة - من خارج الفضاء الخارجي؛ فقد جاء عن عبد الله بن عمر أنه قال : "نزل الركن الأسود من السماء فوضع على (جبل) أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء - أي بلورة - فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم".. وجاء عن ابن عباس أنه قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم".. كما قال عنه صلى الله عليه وسلم "الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب"... ومن مجمل هذه الأحاديث نفهم أن الحجر الأسود نزل من الفضاء - وتشكل خارج الأرض - وسقط على جبل أبي قبيس في أطراف مكة...
وهذه الحقيقة تذكرنا على الفور بنوع فريد من النيازك الفضائية يدعى الألماس الأسود (ويعرف في علم الجيولوجيا باسم Carbonados) .. وهذا الألماس شديد الصلابة يتميز داخله بالبياض الناصع في حين يغلف خارجه بطبقة سوداء محترقة ( أشبه بالزجاج الذائب).. ومن المعروف أن الألماس يمكن أن يتكون في الفضاء الخارجي - كما يمكن أن ينفصل مباشرة من الأجرام السماوية البعيدة -. وحين ينزل الى الأرض تحترق طبقته الخارجية (بسبب احتكاكه السريع بالغلاف الجوي) فيتشح خارجه باللون الأسود الصقيل. وهذا النوع من النيازك أكثر ندرة بآلاف المرات من الألماس الأرضي - والمعروف منه حتى الآن اكتشف على مدى زمني طويل في أفريقيا والبرازيل!!
... وقبل أيام فقط كنت في مكة المكرمة حين تشرفت بالسلام على الحجر الأسود فتذكرت (في اللحظة التي أدخلت فيها رأسي) أوجه الشبه بينه وبين هذا النوع من الألماس.. فبالإضافة لتشابه البنية الجيولوجية للطرفين أقرت الأحاديث النبوية (السابقة) بالأصل الفضائي للحجر الأسود. ورغم صعوبة وصف بنيته الداخلية (كونه مثبتاً في جدار الكعبة منذ قرون) إلا أن هناك أخباراً تاريخية تفيد ببياضه من "الداخل". فما يظهر للناس الآن هو رأس الحجر المكون من عدة قطع متلاصقة (رأيتها عيانا) مغطاة بمعجون أسود صلب يشعر به كل من يلمسه ويقبله.. وفي مناسبات تاريخية قليلة رأى الناس جرمه الداخلي حين اقتُلع على يد "جرهم" ثم "إياد" ثم "العمالقة" ثم "خزاعة" وتحدث من رآه عن شبهه بالبلورة الكبيرة - أو المهاة البيضاء كما جاء في الحديث السابق - .. وكان "القرامطة" آخر من أقتلع الحجر الأسود من الكعبة عام 317ه فرآه الناس واتفقوا على وجود السواد في رأسه وبياض جسمه الداخلي (وذكر ذلك فقيه من القرن الرابع عشر يدعى محمد بن نافع الخزاعي)!
.. أما بخصوص نزوله من الجنة؛ فرغم أن الأحاديث التي جاءت بهذا الشأن هي أحاديث آحاد لم تبلغ درجة التواتر إلا أنه (حتى الصحيح منها ) لا يفيد بتعارض نزوله من الجنة أو السماء مع أصله الفضائي أو طبيعته النيزكية..
... وفي جميع الأحوال؛ لا ننسى أن الأصل في العبادات هو إذن الله بفعلها بصرف النظر عن أصلها أو الحكمة من فعلها.. والحجر الأسود أيا كان أصله أو المكان الذي أتى منه فقد قَبَّله رسول الله وأمر الناس بتقبيله - وشأننا في ذلك شأن عمر بن الخطاب الذي قال "إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك"!!
وهذه الحقيقة تذكرنا على الفور بنوع فريد من النيازك الفضائية يدعى الألماس الأسود (ويعرف في علم الجيولوجيا باسم Carbonados) .. وهذا الألماس شديد الصلابة يتميز داخله بالبياض الناصع في حين يغلف خارجه بطبقة سوداء محترقة ( أشبه بالزجاج الذائب).. ومن المعروف أن الألماس يمكن أن يتكون في الفضاء الخارجي - كما يمكن أن ينفصل مباشرة من الأجرام السماوية البعيدة -. وحين ينزل الى الأرض تحترق طبقته الخارجية (بسبب احتكاكه السريع بالغلاف الجوي) فيتشح خارجه باللون الأسود الصقيل. وهذا النوع من النيازك أكثر ندرة بآلاف المرات من الألماس الأرضي - والمعروف منه حتى الآن اكتشف على مدى زمني طويل في أفريقيا والبرازيل!!
... وقبل أيام فقط كنت في مكة المكرمة حين تشرفت بالسلام على الحجر الأسود فتذكرت (في اللحظة التي أدخلت فيها رأسي) أوجه الشبه بينه وبين هذا النوع من الألماس.. فبالإضافة لتشابه البنية الجيولوجية للطرفين أقرت الأحاديث النبوية (السابقة) بالأصل الفضائي للحجر الأسود. ورغم صعوبة وصف بنيته الداخلية (كونه مثبتاً في جدار الكعبة منذ قرون) إلا أن هناك أخباراً تاريخية تفيد ببياضه من "الداخل". فما يظهر للناس الآن هو رأس الحجر المكون من عدة قطع متلاصقة (رأيتها عيانا) مغطاة بمعجون أسود صلب يشعر به كل من يلمسه ويقبله.. وفي مناسبات تاريخية قليلة رأى الناس جرمه الداخلي حين اقتُلع على يد "جرهم" ثم "إياد" ثم "العمالقة" ثم "خزاعة" وتحدث من رآه عن شبهه بالبلورة الكبيرة - أو المهاة البيضاء كما جاء في الحديث السابق - .. وكان "القرامطة" آخر من أقتلع الحجر الأسود من الكعبة عام 317ه فرآه الناس واتفقوا على وجود السواد في رأسه وبياض جسمه الداخلي (وذكر ذلك فقيه من القرن الرابع عشر يدعى محمد بن نافع الخزاعي)!
.. أما بخصوص نزوله من الجنة؛ فرغم أن الأحاديث التي جاءت بهذا الشأن هي أحاديث آحاد لم تبلغ درجة التواتر إلا أنه (حتى الصحيح منها ) لا يفيد بتعارض نزوله من الجنة أو السماء مع أصله الفضائي أو طبيعته النيزكية..
... وفي جميع الأحوال؛ لا ننسى أن الأصل في العبادات هو إذن الله بفعلها بصرف النظر عن أصلها أو الحكمة من فعلها.. والحجر الأسود أيا كان أصله أو المكان الذي أتى منه فقد قَبَّله رسول الله وأمر الناس بتقبيله - وشأننا في ذلك شأن عمر بن الخطاب الذي قال "إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك"!!