أحاديث الهزيمة في إسرائيل وأمريكا
بقلم : السيد زهرة
هكذا نزع رجال المقاومة أنياب الشيطانين.. الأصغر والأكبر
* هل انتصار المقاومة هو بداية النهاية للمشروع الصهيوني الأمريكي؟
* صحافة العدو: نصر الله لا ينهزم.. وحزب الله لا يهرب ولا ينسحب ولا يخضع
* رعب في أمريكا: ماذا لو انتقل نموذج المقاومة إلى باقي الدول العربية
بعد اقل من اسبوعين من بدء العدوان الصهيوني الأمريكي على لبنان، كانت الصورة قد اصبحت واضحة تماما في إسرائيل وأمريكا. كان قد تبلور شبه اجماع على امرين:
الأول: ان الحرب انتهت ايا ما كان ما سيحدث بعد ذلك. انتهت بالهزيمة.. هزيمة إسرائيل وأمريكا معا. منذ ذلك الوقت لم يعد الحديث يدور حول نصر يحققه العدو، وانما عن تقليل وطأة الهزيمة إلى اقصى حد ممكن وانقاذ ما قد يمكن انقاذه.
والثاني: ان الهزيمة ستكون نقطة تحول فاصلة في تاريخ إسرائيل والصراع في المنطقة ومستقبل المشروع الأمريكي الصهيوني. عشرات، بل مئات من المقالات والتحليلات نشرتها صحف العدو في الفترة الماضية تدور حول هذا المعنى. وايضا كثير من التحليلات في أمريكا. اذن ، كيف ينظرون بالضبط في إسرائيل وأمريكا إلى الهزيمة؟.. ما هي ابعادها ؟.. وما هي في تقديراتهم نتائجها وتبعاتها المستقبلية؟
***
أبعاد الهزيمة
بعد ثلاثة اسابيع من بدء العدوان، سألت صحفية إسرائيلية رئيس الاركان: كيف سنعرف اننا انتصرنا؟ قال: سوف نشعر بذلك. كان معنى ما قاله واضحا.. اعتراف بالهزيمة ليس لدى رئيس اركان العدو أي انجاز فعلي ملموس يستطيع ان يقدمه على انه انتصار ولم يكن بمقدوره ان يتبجح بأي انتصار. كانت عشرات من مقالات الكتاب والمحللين الإسرائيليين في صحافة العدو لا تتحدث في اغلبها الا عن الهزيمة. عناوينها وحدها تكفي. هذه بعضها: «لاختطاف نصر قبل هزيمة محققة» - «إسرائيل فشلت.. حربها يقودها هاو» - «دعوة كاذبة بتحقيق نصر على حزب الله» - «نصر الله لن ينهزم» - «رجاء.. اقبلوا وقف اطلاق النار فورا» - «يا اولمرت.. خذ واهرب».. وهكذا وهكذا.
منذ اكثر من اسبوعين تتحدث صحافة العدو عن الهزيمة على هذا النحو لأن ابعاد ومظاهر الهزيمة كانت قد أصبحت واقعا مرا لهم لا يجرؤ احد على انكاره. بتعبير صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية كان واضحا ان «الحرب سائرة، كما تبدو في انظار المنطقة والعالم كله، بل وأيضا في انظار الإسرائيليين انفسهم، نحو هزيمة محققة ستكون لها ابعاد خطيرة في المستقبل».
** كان العدو قد فشل في تحقيق أي من الأهداف التي اعلن عنها في بدء العدوان. }} وكان جيش العدو قد عجز عن تحقيق أي انجاز عسكري يذكر.
** ومنذ بدء العدوان اصبح اكثر من 2 مليون إسرائيلي يعيشون في الملاجئ وسط حالة من الرعب والهلع.
** ولأول مرة منذ قيام الكيان الغاصب يقوم باجلاء سكان مستوطنات كريات شمونه وغيرها مضطرا تحت وطأة صواريخ المقاومة.
** ولأول مرة منذ حرب اكتوبر يقوم العدو بإقالة قيادات عسكرية وقت الحرب فيما يعد اعترفا صريحا لا لبس فيه بالهزيمة.
كانت هذه بعض ابعاد ومظاهر الهزيمة رصدها كتاب العدو ومحللوه وتوقفوا عندها تفصيلا. لكن جوانب محددة توقفوا عندها بصفة خاصة:
توقفوا اولا عند الفشل الذريع لقيادة العدو السياسية والعسكرية في تقدير وادراك قوة المقاومة، ووضع أهداف للحرب ثبت بعد ذلك استحالة تحقيقها. وتوقفوا عند الاخفاق الذريع لكل الخطط العسكرية التي وضعوها واخفاق كل حساباتهم. في بدء العدوان أعلن قادة العدو عن أهداف محددة يسعون إلى تحقيقها تتلخص في القضاء الكامل على حزب الله ونزع سلاحه والقضاء بصفة خاصة على قدرته الصاروخية. وبالإضافة إلى هذا تصور قادة العدو، وتصورت مراكز الأبحاث الإسرائيلية ان الحرب سوف تنتهي بإعادة ترتيب الأوضاع في لبنان على النحو الذي تريده إسرائيل بحيث يكون لبنان منطلقا لحقبة جديدة من الهيمنة الإسرائيلية. لكن بمجرد بدء العدوان وبعد أيام قليلة اكتشف الإسرائيليون لرعبهم الشديد ان هذه أهداف مستحيلة التحقيق. اكتشفوا القوة الرهيبة للمقاومة والعجز عن مواجهتها. بتعبير صحيفة «معارف» اكتشفوا ان «حزب الله عدو قاس.. لا يهرب ولا ينسحب ولا يخضع».
كتب يوئيل ماركوس وهو من كبار المحللين الإسرائيليين يقول ان القادة الإسرائيليين اعتقدوا في الأيام الأولى للحرب ان المعركة سوف يتم حسمها في فترة وجيزة من خلال القوة الجوية فقط. وعندما ادركوا ان هناك حاجة لخوض المعركة البرية فوجئوا بقدرة حزب الله على تدمير الدبابات وقصف عمق إسرائيل بالصواريخ. وحين بدأ قادة العدو يتحدثون عن انجازات مزعومة يحققها الجيش، كانت احاديثهم موضع سخرية من صحافتهم. صحيفة معاريف تحدثت عن قول رئيس الوزراء اولمرت للضباط ان «العملية حققت انجازات مثيرة ومبهرة لا مثيل لها في الماضي وان حزب الله تلقى ضربات قاصمة». علقت على هذا بقولها انه في اليوم التالي لقوله هذا مباشرة كان حزب الله يطلق عددا قياسيا من الصواريخ مما أدى لمقتل 12 جنديا إسرائيليا، والى مقتل خمسة إسرائيليين في الخضيرة.
***
جبهة داخلية انهارت
ومن أهم ابعاد ومظاهر الهزيمة التي توقف عندها كتاب العدو ومحللوه وصحافته، انهيار الجبهة الداخلية وتصدعها، والنتائج السياسية والنفسية الرهيبة لكون اكثر من 2 مليون إسرائيلي يعيشون في الملاجئ في خوف ورعب. على الرغم من محاولة العدو اظهار تماسك الجبهة الداخلية وتأييدها للحرب، الا ان الواقع المرير كان اكبر بكثير من ان يتم انكاره. واقع لخصته صحيفة «ها آرتس» فيما نقلته عن بيت روني الإسرائيلية التي تعيش في كريات شمونه. قالت: «نحن نعيش مثل الكلاب في الملاجئ».
العدو شكل لجنة من خبراء وعلماء النفس مهمتها البحث في كيف يمكن علاج الصدمة النفسية الرهيبة التي يعيشها الإسرائيليون بسبب صواريخ حزب الله والعيش الدائم في الملاجئ بكل ما يرتبط بذلك. واللجنة التي اجتمعت عبر جلسات طويلة لم تجد ما توصي به سوى انه يجب التأكيد على رسالة مؤداها ان «الجيش موجود هناك لحمايتنا». وكانت التوصية بحد ذاتها موضع سخرية. فالجيش غير قادر على حماية نفسه اصلا.
بعض المحللين الإسرائيليين ارادوا ان يدلوا بدلوهم في محاولة علاج انهيار الجبهة الداخلية وتصدعها. فماذا قالوا؟ مثال لذلك ما كتبه اري شبيط وهو من كبار المحللين في صحيفة «ها يرتس»، كتب يخاطب الإسرائيليين يقول ان «الهزيمة ليست كارثة وليست نهاية المطاف». وضرب للإسرائيليين امثلة من التاريخ. ذكر ان «الفرنسيين هزموا في الهند الصينية وظلوا باقين. والأمريكان هزموا في فيتنام وتجاوزوا ذلك. ومصر هزمت في 1967م لكن المصريين استخلصوا الدروس وعادت مصر ووقفت على قدميها في 1970م وبعد ذلك في 1973م».
***
هزيمة اكتوبر الثانية
اغلب المحللين والكتاب الإسرائيليين في حديثهم عن الهزيمة فى مواجهة المقاومة اللبنانية قارنوا بين هذه الهزيمة وبين هزيمة إسرائيل في حرب اكتوبر .73 وما ذكروه هنا يستحق التوقف عنده. مثال لذلك ما ذكره عوزي بنريمان في صحيفة «ها آرتس». قارن بين الهزيمة الحالية وهزيمة حرب اكتوبر من جوانب محددة: قال: إنه في الحرب الحالية تشعر القيادة والشعب في إسرائيل بالاحباط كما كان الحال تماما في الايام الاولى لحرب اكتوبر. كيف؟
ذكر «في الايام الاولى لحرب اكتوبر كان الناس يظنون ان هناك خطة سرية سوف يتم تنفيذها لتحقيق النصر باشعال القناة وحصار الجيش المصري. وكانوا يظنون ان الهزيمة التي مني بها سلاح الجو مجرد صعوبات فنية تكتيكية سرعان ما سيتم تجاوزها. لكن كل هذا لم يحدث«. واضاف الكاتب الإسرائيلي: و«في الحرب الحالية ايضا تبددت اوهام النصر واصبح هناك ادراك عام بأننا لن نخرج منتصرين.. حزب الله سيخرج من خلف اعمدة الدخان مع صورة من لا يخشى جيش إسرائيل او يرتدع منه».
وبما ان هذه هي نتيجة المعركة، دعا الكاتب الإسرائيلي ان تستخلص درسا آخر من حرب اكتوبر. قال انه في 24 اكتوبر 73، كان على الحكومة ان تقرر ان كان عليها ان تحصل على اي شيء ممكن قبل انتهاء المعركة. وكان واضحا لها ان الخسائر الفادحة تلزمها بالموافقة على قرار مجلس الامن. وبناء على ذلك اوصى الكاتب حكومة اولمرت بأن تقبل فورا وقف اطلاق النار.
كاتب إسرائيلي آخر هو اري شبيط لخص المقارنة بين الحرب الحالية وحرب اكتوبر الثانية بقوله: «حرب يوم الغفران ترسخت في الوعي الإسرائيلي كهزيمة، وحرب لبنان الحالية سوف تترسخ في الوعي الإسرائيلي كهزيمة ايضا».
***
هيستيريا المهزومين
الهزيمة كما اقر بها الإسرائيليون على هذا النحو تركتهم في حالة من الهذيان والهستيرية دفعت الكثيرين منهم وعلى صفحات صحفهم ومحطات تليفزيوناتهم إلى التطوع بتقديم اقتراحات همجية ليست غريبة عليهم على امل ان يقلل هذا من وطأة الهزيمة. الكثيرون من ساستهم وكتابهم اقترحوا ابادة لبنان بأسره تقريبا. احد كتابهم مثلا قال ان الإسرائيليين يجب ان يتركوا خلافاتهم حول الهزيمة الان وان يركزوا على دعم الجيش كي يخوض الحرب بكل قوة وعنف كي نثبت لهم «ان الشيطان الأصغر يمتلك الانياب هو ايضا». ويقصد بذلك بالطبع الاشارة إلى «انياب الشيطان الاكبر» الذي هو أمريكا. كثيرون من ساستهم وكتابهم اقترحوا ابادة كل قرية وكل مبنى في الجنوب وفي كل لبنان ان لزم الامر.
وقد لجأ العدو إلى هذا الخيار بالفعل. دمروا وابادوا وارتكبوا من المذابح ما اصبح معروفا. ومع هذا، لم يحقق لهم هذا انجازا ولم ينجهم من الهزيمة المذلة. «ما العمل اذن؟ احد كتابهم تفتق ذهنه عن حل عبقري. كتب في صحيفة «معاريف» يحمل المجتمع الدولي مسئولية الهزيمة الإسرائيلية. كيف»؟ قال إن المجتمع الدولي يجب ان «يعلن لبنان كدولة فاشلة في مجال الحكم وان يقيم حكومة انتداب اجنبي على ارض لبنان كلها تعيد تشكيل لبنان». إلى هذا الحد بلغ بهم الهذيان من جراء الهزيمة المذلة.
***
ماذا تعني الهزيمة؟
هناك اجماع في إسرائيل اليوم على انه بعد ان تنتهي الحرب سوف يأتي اوان الحساب. سوف تتشكل لجنة تحقيق للقيادات السياسية والعسكرية لحسابها على الهزيمة. والارجح ان حكومة اولمرت سوف تسقط بلجنة تحقيق او بدونها. ذلك انهم في إسرائيل اصبحوا يعتبرون ان الهزيمة المذلة التي منيوا بها ليست مجرد هزيمة عسكرية في حرب، وانما هي هزيمة للمشروع الصهيوني برمته ولوجود دولة إسرائيل. كيف؟.. لنر ماذا يقولون هم عن المعنى الاستراتيجي للهزيمة؟
صحيفة «ها آتس» نشرت تحليلا مطولا يلخص كيف يفهمون المغزى الاستراتيجي للهزيمة جاء به: «ان عجز إسرائيل عن الدفاع عن سيادتها وعن مواطنيها في وجه حزب الله مدة ثلاثة اسابيع طويلة يعني ان إسرائيل دولة لا يمكن الدفاع عنها.. لقد فشلنا في المراحل الثلاث للحرب.. فشل الهجوم الجوي، وفشل الهجوم البري المحدود، وفشلت ايام التردد والارتباك بعد بنت جبيل. وفي المحصلة اصبحت إسرائيل عاجزة ازاء منظمة ضمن دولة.. منظمة تضربها مرة تلو مرة من غير ان تخضع». واضافت الصحيفة: «لقد تحدانا حسن نصرالله في هذا الصيف ابلغ تحد. جاء ليواجهنا مستعينا بجيش صغير من المؤمنين يتحلى بالتصميم، وليقول إن ديمقراطيتنا فاسدة، وان حرصنا الغربي على اللذة فاسد، وانه لا قدرة لمجتمعنا على البقاء.. هذا هو التحدي الذي طرق ابوابنا».
ما يقوله تحليل الصحيفة واضح.. ان الهزيمة هي هزيمة لبقاء إسرائيل وقدرتها على البقاء. نفس المعنى، عبر عنه احد الاساتذة الأمريكيين هو لورانس بنتاك بتعبيرات أخرى. قال إن وجود إسرائيل اعتمد دوما على ان القوة والعنف ضمان البقاء والوجود والحياة. واضاف ان تحطم هذا «السلاح النفسي» سيكون له تأثيرات وتبعات خطيرة بعيدة المدى. في الايام الاولى للعدوان، وحين لا حت بوادر صمود حزب الله وقدرته، كتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية تحذر قائلة: «اذا انتصر حزب الله في هذه الحرب، فستكون هذه هي بداية النهاية للمشروع الصهيوني برمته». وهذا بالضبط هو ما يعرف الإسرائيليون انهم يواجهونه اليوم. المقاومة انتصرت ومشروعهم الصهيوني برمته بدأت نهايته. ليس مشروعهم فقط وانما المشروع الأمريكي ايضا.
***
وهزيمة أمريكا
اذا كان رجال المقاومة البواسل قد «نزعوا انياب الشيطان الاصغر» بتعبير الكاتب الإسرائيلي فقد نزعوا في نفس الوقت انياب «الشيطان الاكبر» الذي هو أمريكا. هذا ما يقوله الأمريكيون انفسهم. يعتبرون ان هزيمة إسرائيل هي في نفس الوقت هزيمة اكبر لأمريكا.
أمريكا كما هو معروف شاركت مباشرة في العدوان الهمجي وعلقت عليه أمالا هائلة بالنسبة لمستقبل مشروعها الاستعماري.. دافعت عن العدوان بكل ما تملك من قوة.. قاتلت كي تحول دون وقف العدوان.. امدت العدو بأحدث قنابلها «الذكية».. ورايس مبعوثة الشيطان وخادمة الصهاينة، اطلقت العنان لأوهامها بانطلاق «شرق اوسطها الجديد». بعد كل هذا، من الطبيعي ان تكون هزيمة العدو الإسرائيلي هي في نفس الوقت هزيمة لأمريكا بالمعنى المباشر.
هنري بيركلي، مسئول سابق في قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية واستاذ علاقات دولية حاليا، كتب منذ ايام تحليلا يقول فيه ان أمريكا منذ البداية اعتبرت ان انتصار إسرائيل في هذه الحرب وهزيمة حزب الله اكثر اهمية بالنسبة لها منه لإسرائيل. والسبب في رأيه ان انتصار حزب الله يعني بالنسبة لأمريكا رعبا شديدا. رعب مصدره الخشية من ان يمتد النموذج الذي يمثله حزب الله في المقاومة الى باقي الدول العربية والدول الاسلامية الاخرى. هذا بالاضافة الى انها تخشى من النتائج المباشرة لانتصار حزب الله على الاوضاع في العراق.
مجلة « فوروارد» الأمريكية ناقشت القضية بتوسع اكبر في عدد 11 اغسطس الحالي. قالت في تحقيقها ان المحافظين الجدد في أمريكا - اي تلك الزمرة من الاستعماريين الصليبيين - في حالة هستيرية حاليا ويحملون إسرائيل مسئولية الكارثة التي وقعت. ذكرت ان هؤلاء يقولون الان ان إسرائيل بعجزها عن القضاء على حزب الله تثبت اولا انها هي نفسها عاجزة عن ردع «الهجمات الإرهابية». والأهم من هذا بالنسبة لهم انها اظهرت عجز أمريكا والغرب كله في مواجهة «الارهاب». المجلة تنقل عن تشارلز كروثماير، وهو واحد من غلاة الكتاب المحافظين، قوله إن عجز اولمرت وتردده يهز ثقة ادارة بوش في إسرائيل كحليف استراتيجي يمكن الاعتماد عليه وان اسئلة جدية كثيرة اصبحت مثارة حول جدوى إسرائيل كحليف استراتيجي دائم.
والمجلة تنقل في تحقيقها عن مصادر سياسية ان مسئولين كبار في الادارة الأمريكية قد اعربوا للإسرائيليين عن غضبهم الشديد واحباطهم بسبب عجزهم في الحرب. وتقول المجلة ان هؤلاء المسئولين كانوا يتوقعون ليس فقط الحاق الأذى بحزب الله، وانما تدميره بشكل يتركه محطما ويائسا تماما. وهذا لم يحدث وعجزت إسرائيل عن ان تحققه.
***
اذن، كما نرى، وباعتراف العدو الصهيوني والأمريكي نفسه، فان رجال المقاومة الباسلة حققوا نصرا باسلا لا سابقة له في كل تاريخ الصراع في المنطقة، والحقوا هزيمة مذلة بالصهاينة والأمريكان معا. والذي تحدث به الصهاينة والأمريكان عن نصر المقاومة ليس سوى جوانب فقط من هذا النصر المبين. امران فقط يجب التنبيه اليهما قبل ان نعود لاحقا الى الجوانب الاخرى للنصر:
الاول: ان الأعداء من الصهاينة والأمريكان لن يسلموا بالهزيمة بسهولة. الامر المؤكد انهم بدأوا التفكير من الان كيف يتعاملون مع الهزيمة. ويعني هذا ان خططا توضع لاعتداءات اخرى على امل رد الاعتبار لأنفسهم.
والثاني: ان هذا النصر المبين لنا جميعا سوف تتوقف نتائجه وابعاده المستقبلية علينا نحن في الوطن العربي.. كيف ننظر اليه؟.. هل ننجح في استثماره والبناء عليه ام لا؟ بعبارة اخرى، متوقف علينا نحن، هل يكون هذا النصر هو فعلا بداية النهاية للمشروع الصهيوني الأمريكي ام لا؟.
السيد زهره